منتدى كنيسة الملاك رافائيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القديس بطرس الرسول والحبر الروماني (2 ) للمتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس

اذهب الى الأسفل

القديس بطرس الرسول والحبر الروماني (2 ) للمتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس Empty القديس بطرس الرسول والحبر الروماني (2 ) للمتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس

مُساهمة  I.S الأربعاء يونيو 30, 2010 11:04 am

القديس بطرس الرسول والحبر الروماني (2 )

للمتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس

ولو قبل جدلأ أن يكون للقديس بطرس هذه الرياسة وهذا التقدم، فإن هذه الرياسة ترجع إلى صفات القديس بطرس الشخصية أو إلى كرامة سنه، فلماذا تمتد هذه الرياسة إلى خليفة القديس بطرس بالذات؟ولمذا
‏لا تكون مثلأ لخليفة القديس يوحنا الرسول، وهو الرسول الذى كان يسوع يحبه< ولماذا لا تكون للقديس يعقوب الكبير الذى مات شهيدأ فى أور شليم مدينة إلهنا؟ولماذا لا تكون لخليفة القديس يعقوب الصغير المعروف بأنه أخو الرب، والمسمى لعظمة تقواه وزهده بأنه يعقوب البار»ولاسيما أنه هو الذى أصبح أسقف أور شليم، وقد رأس المجمع الرسولى العظيم الذى انعقد فى أور شليم من الآباء الرسل، وكان رأيه الذى أبداه فى مشكلتتبول الأمم هو القرار الذى اتخذه المجمع الرسولى سنة 51 ‏أو 52 ‏م.
‏هل تقر االمسيحية وهي ديانة روحانية تصوفية امتيازات روحية ملى أساس غير روحى؟
‏ولماذا ينال خليفة القديس بطرس فى روما هذه الامتيازات ولا ينالها خليفة القديس بطرس فى أنطا كية؟
‏لقد قلت إن من المحقق أن يكون القديس بطرس قد مات شهيدأ فى روما ، وأن قبره فيها ولكن مالا يمكن إثباته بدليل قاطع، هو أن يكون القديس بطرس هو مؤسس كرسى روما بينما أن من الثابت تاريخيأ أن
‏القديس بطرس هو مؤسس كرسى أنطا كية فلماذا يكون خليفة فى روما مقدما ملى أساقفة العالم، ولا يتمتن خليفة فى أنطا كية بهذه الامتيازات لو أن أساس هذا الامتياز هو خلافة القديس بطرس روحيأ فقط.
‏وقيل أيضا أن القديس بطرس قام يزيارة كورنثوس وبعض المناطق الأخرى وأنه بشر بالإنجيل هناك فلماذا لا يدعى أسقف كورنثوس أو أثينا أن يكون هو كذلك رئيسأ ومقدمأ
‏على أساقفة العالم ؟


‏واذا كان موضوع الخلافة الأسقف فى المكان هو أساس التقدم بين الأساقفة، فلماذا لا يكون أسقف أور شليم بالذات، هو الأسقف المقدم عى جميع أساقفة العالم، لأنه أسقف المدينة المقدسة التى كرز فيها الراعى الصالح الذى بذل ~ من أجل الخر اف، ربنا والهنا و~ يسوع المسيح> الذى وصفا القديس بطرس للمؤمنين بأنهدر اعى ففوسكم وأسقفها دد(رسالة القديس بطرس الأولى 25:2 ‏)؟
‏إن كل ما يقال عن رياسة أسقف
‏روما أساسه مدنى سياسى، وليس له أساس دينى واضح، إلا أن يكون مجرد تبريرات لاتجاه سياسى مدنى يبحث عن تكثة دينية.
‏فإذا قيل أن هناك أدلة تاريخية تثبت أنه كان لأسقف روما نفوذ روحي خارج نطاق إيبا رشيته، فيلاحظ عموما
‏أن هذا النفوذ كان فى بعض الأ~ن نفوذأ مشروعأ ، وكان فى أحيان أخرى تجاوزات للحدود،وقد وجد هذا التجاوز من يحمده ويعتبوه خلا وتعديأ من بابا روما على حدود غيره من الأساقفة.
‏أما الحالات التى كان نفوذ بابا روما خارج نطاق إيبا رشيته، يعد عملأ رعائيا مشروعأ فهى: ظروف الاضطهاد أو الضيق التى تعانيا كنيسة ما ، خمىصأ إذا كان هذا الاضطهاد أو الضيق قد أطاح بأسقفها فصارت بلا أسقف يرعاها ويهتم بشئون المؤمنين فيها ، فالمحبة المسيحية تملى على أسقف روما كما على غيره من الأساقفة، أنه ينبرى للاهتمام بشئون الكنيسة المضطهدة، مبديأ مشاعر المحبة الصادقة،من

تصرفات عملية للاخذ بيد كك الكنيسة وتشجيعها والاهتمام بمصالحها.
‏من ذلك رسالة أسقف روما سوتير( 166 ‏- 174 ‏) التى وجهها إلى ~ كورنثوس، حيث كان المؤمنون يعانون ضيقأ شديدأ فى الخنادق، فكمب أسقف روما يشجعهو بكلمات مقرية للإيمان، كما أرسل إليهم مساعدات مادية كان المؤمنون فى كورنثوس فى حاجة إليها.
‏ومن ذلك أيضا ما يستفاد من كتاب ديونيسيوس أسقف كورنثوس حوالى < 17 ‏م، إلى أهل رومية يمتدح أعمال البر التى صنعوها بإخوتهم، مشيرأ إلى هذا التقليد الحميد الذى ساروا عليه بمساعدة كنائس عدة، وتقديم الخير لجميع الإخوة.
‏ومن هذا القبيل أيضا، المجهود الذى بذله الأسقف الرومانى نيكمور( 189 ‏- 199 ‏) مستفلأ نفوذ صديقه القيصر دكة_ 5 ‏نا 99 ‏~ 9 ‏_
‏هلاكا لتحرير احيحيين الذين كانوا يحملون فى خنادق سودينيا، فهو عمل صيحى يقدم خدمة مسيحية، لقوم هى فى حاجة إليها.
‏ونحن مدعوون لعمل الخير لجميع الناس لاسيما لأهل الإيمان. إن مثل هذه الأعمال الخيرة لا تخضع لحدود الإيبارشيات، وليست دليلأ على الرياسة بل هى برهان على المحبة العامة لجميع الناس.
‏وهناك سبب أخر يبيح لأسقف روما ولأى أسقف أخر، أن لا يتقيا بحدود إيبا رشيته، وهوعندما يكون الإيمان فى خطر، أوتتهاده هرطقة ما أو انحراف ما فى أية بقعة من بقاع الأرض.فى هذه الحالة يمكن لأى أسقف أن يتكلم فى شئون الإيمان ولا يعترضه أحد...

هكذا كان ولا يزال هذا الحق مشروعأ لكل أسقف. من هنا كان تدخل بابا روما فى العصور الأولى، وبمناسبة بعض الهرطقات، تدخلأ مشروعأ تقتضيه واجباته الأسقفية، فالأسقف خليفة للرسل وهو مرسل للعالم بأسره، كما قرر بذلك بحق المجمع الفاتيكانى الثانى.
‏وبهذا المنطق أجاب البابا كيرلس الإسكندرى فى القرن الخامس طميلاد، على نسطور بطريرك القسطنطينية عندما وجه إليه لومأ. لأنه
‏تعرض فى خطابه الفصحى 429 ‏م لبدعة نسطور وندد بها وأظهر خطأها، فرد البابا الإسكندرى أنه لا يجوز ´لأسقف أن يتعدى حدود إيبا رشيته إداريأ أو تنظيميأ، أما فى شئون الإيمان والعقيدة فليس للاسقف حدود. ومن حق كل أسقف بل من واجبه أن ينبرى للدفاع عن الإيمان المسيحى لأنه إيمان الكنيسة الجامعة الرسولية.
‏أما الحالات التى تجاوز فيها بابا روما حدود نطاق إيبارشيقا»وكان.هذا تجاوزا غير مرغوب فيه من أساقفة أخرين، فهناك أمظة عليها...وفى بعض الأحيان لم تمر هذه التجاوزات بسهولة، فوجدت من بعض الأساقفة رفضأ شديدأ واحتجاجأ واضحأ، على الرغم مما كان يتصف به هؤلاء الأساقفة من تقوى وروحانية.
‏من ذلك ما كان من تصرف البابا فيكتور، الذى أصدر قرارأ يلزم كنائس أسيا الصفرى، بتغيير ترتيبها فيما يختص بالاحتفال بعيد القيامة، وزاد على ذلك بمحاولة حرمان الكنائس الشرقية التى لا تخضع لهذا القرار...فقد وجد هذا التصرف معارضة شديدة من بوليكاريوس أسقف أفسس الذى كان يمارس ذلك الترتيب الشرقى، ورد على البابا فيكمور، بأنه وأساقفة أسيا الصفرى يمارسون الاحتفال بعيد القيامة طبقأ للتسليم الرسولى، وأنه هو نفسه


أسقف، بل هو ثامن أسقف لمدينة أفسس من أسرة واحدة وأنه قد قرأ الكتاب المقدس كله، وأنه لا يخشى أى تهديد. وقد تدخل الحد يسر إيرينا وس أيضأ فى هذا الأمر، وكتب إلى البابا فيكتور يحزرة من التدخل فى هذا الأمر...الذى ظل كذلك موضوع نزاع
‏حتى أصدر فيه المجمع المسكونى الأولى قراره الذى احترمه الكل. وهذا بينة على أهمية المجامع المسكونة، وأن سلطتها تفوق وتعلو سلطة أى أسقف اخر.
‏ومن هذا القبيل أيضا الخلاف بين البابا الرومانى كورنيليوس ونو فاتيان
فقد احتكمو الاثنان إلى البابا الإسكندري ديونيسيوس، وهذا ذاته بينة على أن اسقف روما كان كغيره من أساقفة العالم، يراسل غيره من الأساقفة يسرله رأيه فى قضية من قضايا الإيمان، أو فى مشكلة كنائسية دون أن يكون فى ذلك معنى من معامنى الرياسة أو السيادة وانما طلب المشورة من أخ له نفس المسؤلية كأسقف مسؤل فى الكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية.
‏وما لم تقتنع الأطراف المعنية كانت المجامع المسكونية هى الحل الأمثل الذى يضع حدأ للخلاف، وكان حكمها
‏هو الفيصل فى النزاع، ولم يكن لأسقف ما أن يجادل فى سلطة المجامع المسكونية، كمرجع أعلى يحتكم إليه الجميع على أنه صوت الروح القدس بعينه...
‏أى أسقف هو الأعظم فى ملكوت السماوات:

فإذا قيل إن الكنيسة الجامعة الرسولية لابد لها من راع واحد، يوأسها ويكون رمز وحدتها ويصير الوكيل عن المسيح فيها .
‏فإن الرسول بولس يتحدث عن وكلاء لا عن وكيل واحد (رسالة كورنثوس الأولى 4 ‏: 1 ‏) وكذلك القديس بطرس(رسالته الأولى 4 ‏: 1 ‏).
‏وكل وكيل عمله ودائرة اختصاصه، فى نطاق الإيمان الواحد للكنيسة الجامعة الرسولية التى تمتد عبر الزمان وعبر المكان، لتكون هى جسد المسيح السوى ورأسها واحد غير منظور هو المسيح...أما الأساقفة فوكلاء عن الرأس الواحد غير المنظور.
‏فإذا اقتضى الأمر، أن يبت فى ~لخة عامة تخص الإيمان كله، وتخص كيان كنيسة الله الواحدة،اجتمع الأساقفة فى مجمع الأساقفة، بحضور العاب المقدس كرمز منظور لحضور المسيح االسري بينهم، واذا تكلموا فالروح القدس هو المتكلم فيهم كما وعدهم لم لوقا 12:12 ‏) على غرار ما فعل الرسل فى أور شليم، فى أول مجمع رسولى عام عرفته الكنيسة المسيحية فى تاريخها، بصدر مشكلة المؤمنين من الأمم وهل يلتزمون بالتهود والختان وحفظ يوم السبعة وشريعة العهد القديم...
‏ولوكان أبآؤنا الرسل يعرفون أن القديس بطرس هو الرئيس الأعلى لهم، وأنه رمز وحدتهم الذى يتحدث وحده باسم المسيح، وأنه لو نطق هو لصمت الباقون صاغرين مطيعين لما عقدوا مجمعهم. فانعقاد المجمع الرسولى فى أور شليم دليل على أن سلطة المجمع هى فوق سلطة القديس بطرس أو غيره من الآباء الرسل، ولذلك فإنهم بعد مناقشات طويلة سجلها الأصحاح الخامس عشر من سفر الأعمال، أصدروا قرارهم الرسولى ونسبته إلى الروح القدس وحده والى المجمع كله وكتبوا هكذا .
‏ فقد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلا أكثر... ،(أعمال 15: 28.
‏والغريب أن قرار المجمع الرسولى، قد حسم مشكلة كان القديس بطرس


رأيه متردد فيها، حتى وصفه القديس بولس بأنه كان فى ذلك مرائيا وقال عنه القديس بولس فى رسالته إلى غلا طية:
ولكن لما قدم بطرس إلى أنطا كية قاومته وجهأ لوجه، لأنه كان يستحق اللوم، ذلك أنه قبل أن يقدم قوم من عند يعقوب كان ياكل مع الأمم، فلما قاموا توارى وتنحى خوفأ من أهل الختان. فجاراه سائر اليهود فى ريائه حتى أن برنابا انقادإيضا إلى ريائهم.فلما رأيت أنهم لا يسيرو ن سيرأ مستقيما كما يقتضى حق الإنجيل قلت لبطرس أمام الجميع: إن كنت أنت مع كونك يهوديا تعيش كالوثنيين لا كا ليهود يتهو دوا فكيف تلزم الأمم أن يتهودوا...إلخ (غلا طية 11:2 ا 2 ‏).
‏فإذا كان أبآؤنا الرسل وهم أحياء، قد رأوا أن سلطة المجمع هى فوق سلطتهم كأفراد، وفوق سلطة كل منهم على انفراد...وأن القرار الصادر منهم هو قرار الروح القدس نفسه، وهو حكم الله وأمره وسلطانه وقضاؤه.
الله قائم فى مجمع الله. فى وسط الالهة يقضى (مزمور81 : 82 ‏ : 1 ‏).
‏فهذا دليل للكنيسة أنه يوم تنشب مشكلة تتصل بالإيمان فللمجامع المسكونية من جميع أساقفة العالم وبغير امتياز لواحد على اخر، حق البت فى المشاكل بسلطان الروح القدس العامل فيهم...ولا تستأنف قرارات المجامع المسكونية.لأسقف اخر، لأن سلطة المجامع هى فوق سلطة الأساقفة.
‏وليس غربيأ أن نلاحظ أن القديس بطرس كان عضوأ فى المجمع الرسولى العظيم، ولم يكن رئيسا له وكا نت الرياسة لأسقف الاقليم هو القديس يعقوب الرسول، والمتأمل يجد أن ماورد في نص قرار المجمع، ورد بنصه فى كلمة يعقوب التى ألقاها فى وسط المجمع.
‏ومن هنا نفهم أنه لم يكن للقديس بطرس فى العصر الرسولى نفسه، أى امتياز عملى يرفعه فوق الرسل، بل كان واحدأ من مجمع الأساقفة او الرسل...وأن سلطة المجمع هى أعلى سلطة فى الكنيسة...وأن الرياسة للمجامع يمكن أن تكون لأسقف المدينة التى ينعقد فيها المجمع ، أويمكن ان تكون لأحد الأساقفة باختيار الأساقفة أنفسهم، وتكون رياسته رياسة مؤقتة وباختيار الأساقفة، ولا تعطيا هذه الرياسة المؤقتة حقوقأ خاصة فى فرض رأيه، بل تكون رياسته تدبيرا مجمعيأ يقتضيه التنظيم، وتيسير أبحاث المجمع ومناقشاته للوصول إلى رأى حاسم يعبر عن إيمان الكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية.

الجزء الاول

هنا
I.S
I.S
Admin
Admin

عدد المساهمات : 99
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 12/02/2010
العمر : 28

https://raf2il.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى